الفتاوى غير المسؤلة .. خواطر اسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
" وما أوتيتم من العلم الا قلـيــــــلا "
ليس التقدم العلمى كله نعمة لأن هناك من الناس من ينحرفون بهذه النعمة عن مكانها الصحيح فتصبح نقمة ،فقد اصبح ارسال المعلومات عن طريق موجات هوائية لها صفات معينة أصبح سائدا فى الارسال الاعلامى عبر أجهزة الراديو والتليفزيون والقنوات الفضائية التى ترسل
هذه المعلومات أصبحت كثيرة ، منها ما يأخذ مكانه فى الشرق ومنها من يأخذ مكانه فى الغرب ، وكذلك فى الشمال والجنوب ، ولأن المشرفين على هذه القنوات كلها يعرفون جاذبية الاسلام للسماع والأبصار كما يعرفون مكانه المتميز فى القلوب ، فهم يحصصون مساحات واسعة للاعلام الاسلامى ويتضمن هذا الاعلام برامج متنوعة لعل أخطرها برامج الفتاوى ،ذلك لأن الفتاوى هى عبارة عن أحكام ترسلها القنوات بناء على طلب المشاهدين لها ، وصاحب السؤال يتابع الاجابات الكثيرة حتى يظفر بالاجابة عن سؤاله .
والفتاوى ليست شيئا هينا الشأن فى متناول العلم الفقهى الذى أصبح المدعون له كثيرين فى القنوات الفضائية ، وهذا من عيوب هذه القنوات لأنها تستفتى من ليسوا مؤهلين للفتوى ، فالمؤهلون للفتوى قلة قليلة من أهل العلم بالفقه وقد عبر عن ذلك الامام أبو حنيفة النعمان
وكان مجلسه العلمى يملأ مسجد الكوفة الكبير قال أصحابنا ستة وثلاثون ) وهذا يعنى أنه أختار هذا العدد من الجمهور الغفير الذى يملأ مسجد الكوفة وكأنه بالتعبير الحديث صفى هذا الجمع الكبير الى ستة وثلاثين شخصا مؤهلين لصحبته لكنه بدأ بتصفية هذا العدد المختار
فقال :أى عن الستة والثلاثين منهم ثمانيةوعشرون يصلحون للقضاء وستة يصلحون للفتوى واثنان يصلحان لتأديب القضاة والمفتين وأشار الى أبى يوسف " يعقوب بن ابراهيم "
ومحمد بن الحسن الشيبانى ، وهذا يعنى أن المفتين من خلاصة أهل العلم بالفقه ، فليس اذن كل أهل العلم بالفقه يصلحون للفتوى ، لأن شروطا كثيرة يجب أن تتوافر فى المفتى منها العلم بالأحكام الشرعية المتشابهة والعلم بالحياة الاجتماعية التى تصدر فيها الفتوى ومن
قبل ذلك العلم بالكتاب والسنة وشروح الأئمة الثقات لهما .
ومن هنا يجب أن تؤخذ الفتاوى التى تنطلق من المواقع غير المسئولة فى مفردات الاعلام ،يجب أن يؤخذ بحذر شديد اذا كان من يلقون هذه الفتاوى غير مؤهلين لها بالتمام والكمال .
من مقالة ( خواطر اسلامية) -للكاتب عبد اللطيف فايد -
( جريدة الجمهورية المصرية )
لذا اخوانى وأحبائى فى الله وجب على من ينبرى للفتوى
أو الكتابة فيها أن يتأكد تمام التأكد من صحة ماجاء بها أو من الأفضل أن يؤثر السكوت قائلا لأ اعلم أو علمها عند ربى وفى الأثر من قال لا أعلم فقد أفتى
وقانا الله واياكم شر الفتن والبدع