حكاية إنسان ...

فجر جديد بزغ ..
وأمل مشرق سطع ..
ومولد حكاية جديدة ابتدأ ..
حكاية قد تختلف في تفاصيلها ..
لكن في جملتها هي ككل الحكايات ..
حكايتك و حكايتي و هو وهي ..
هي حكاية ( إنسان)
وكان ياما كان

في يوم كغيره من الأيام
وبالطبع هو كذلك فالايام سواسية ..
كان ميلاد بطلنا ( إنسان) ..
لم يكن هناك ما يميز يوم ميلادهـ بالنسبة له ولغيره ,,
سوى كونه نقطة البدء عند حساب عمرهـ ..
كان (إنسان) عند مولده جميلا وجذابا ..
بعينيه وأنفه الصغيرين ...
ويديه التي تؤجج بدواخلك كل شعور جميل ,,
ما أن يقبض أحداهما هلى سبابتك أو إبهامك ..
كان قطعة من نقاء ..
يفوح منه عبق الطهارة ..
ويشع منه نور الأمل ..

مضت أعوام خمسة ..
أضفت على (إنسان) من الجمال لمسة ..
فملامحه رغم أنها لازالت صغيرة قد كبرت,,
وأصبحت البرآءة أوضح في تفاصيلها ..
وذاك الأمل والنقاء كبرا ..
ليصبح لها بريقا تراه في عينيه ..
حتى أحلامه ...
كبرت بل وأصبح له هدفا بعينه ..
فهو يحلم باليوم الذي سيتمكن فيه من لمس مفتاح الإضاءه
دون أن يحمله أحد أو أن يعتلي كرسي ...
فآنذاك سيصبح رجلا باعتقادهـ ..
وأيضا اليوم الذي سيلتحق فيه بالمدرسة ..
كي يتخرج يوما ويجني المال ..
ويشتري كل لعبة تستهويه ..
دون ان يعي ان الام الزمان ستفقده هوى تلك الالعاب ...
مالم تفقده هوى ذاته ..

ومضت أعواما أخرى
أهدت لـ ( إنسان ) صدمات صغيرة كهو ..
ام انها لم تهده وهو من صدم بواقعها الذي اختلف عن احلامه ..
فقد استطاع ان يلمس المصباح بل ويتجاوزه بيدهـ ..
كما أنه التحق بالمدرسة ..
لكن ويالخيسبة أمله لم يصبح رجلا كما تصور ..
بل اكتشف انه بحاجة لمزيد من الطول ..
ليتمكن من الوصول الي كأس الماء بأعلى رفوف المطبخ ..
كما أن المدرسة لم تكن كما تصور ..
فالاستيقاظ لها صباحا مشقة ..
وواجباتها المنزلية عناء ..
وقسوة معلمه كانت هاجس رعب له ..
ومع هذا لم تستطع المدرسة ان تجيب تسآولاته ..
ولا ان تشبع فضول المعرفة لديه ..
كل تلك الأمور كانت كفيلة أن تبدد شيء منالأمل الذي برق من عيني ( إنسان)
وليس كله...
فـ (إنسان) الآن في العااشرة ..
فقد بعض من جماله ..
مع ما فقد من الأمل ..
(إنسان) يسعى لأن يكبر و يعمل...
وبالتالي يستريح من هموم المدرسة ..
ومن تحكم من حوله به ..

فتى في الخامسة عشرة ...
علامات الرجولة لاحت عليه ...
شارب بدأ يرتسم ..
وصوت أخذ يخشوشن ..
وطول ومنكبين في ازدياد ..
( إنسان ) آخيرا يعتقد أنه صار رجلا ..
حيث بات يرى أن المدرسة ليست مكانا له ...
فهو يعرف كل شيء ..
كما بات يعصي والديه ومن له عليه نفوذ ...
فهما لا يفهمان وهو الفاهم الوحيد ..
او لمجرد الشعور أنه خارج سيطرتهم ..
زادت مطالب(إنسان)
وحاجته المادية ..
وقبلها العاطفيه ..
لكن لا شيء سيعوضه سوى ان يكبر ...
ويعمل ليشبع مادته
ويترزوج ليشبع عاطفته ...
آمال ( إنسان) تتبددت شئيا بسيطا ..
فهو أدرك صعوبة ما سيواجهه ..
دون ان يعرف لها مصادر ..
لكن شعوره بأنه على تجاوزها قادر ..
هو ما جعله مطمئنا ..
لكن هيهات لهذا الاطمئنان أن يستمر ..
فما ستجلب له الاسام سيسحقه سحقا ..
ومسكين أنت يا ( إنسان)