طاغوت روسيا ستالين
صفحة 1 من اصل 1
طاغوت روسيا ستالين
بسم الله الرحمــن الرحيـــم
مقدمة
جوزيف فيساريونوفيتش ستالين( دجيوغاشفيلي) ولد21 ديسمبر 1879 وتوفى 5 مارس 1953 وهو القائد الثاني للإتحاد السوفييتي.
ففي فترة توليه السلطة قام بقمع وتصفية خصومه السياسيين بل وشمل القمع والتصفية كل من كانت تحوم حوله الشكوك وقام بنقل الإتحاد السوفييتي من مجتمع فلاحي إلى مجتمع صناعي مما مكن الإتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
طفولته وبداية حياته
وُلد ستالين في مدينة جوري في جمهورية جورجيا لإسكافي يدعى بيسو وأم فلاحة تدعى إيكاترينا وكان بيسو يعاقر الخمر ويضرب ستالين بقسوة في طفولته علماً أن الضرب القاسي في تلك الفترة للأولاد كان شائعاً لتعليم الأولاد.
ترك بيسو عائلته ورحل وأصبحت أم ستالين بلا معيل! وعندما بلغ ستالين 11 عاماً أرسلته أمّة إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثودوكسية ودرس فيها.
وترجع بداية مشاركة ستالين مع الحركة الإشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثوذوكسية والتي قامت بطردة من على مقاعد الدراسة في العام 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الإختبارات وبذلك خاب ظن امه به التي كانت تتمنى دائما أن يكون كاهنا حتى بعد أن أصبح رئيسا وطوال فترة حكمه كانت علاقته بأمه شبه منقطعة حتى انه لم يحضر جنازتها وقيل انه كان ينعتها بالعجوز الرخيصة.
بعد تركه للمدرسة الكاثوليكية إنتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للإعتقال بل والإبعاد إلى مدينة سيبيريا بين الأعوام 1902 إلى 1917 وإعتنق ستالين المذهب الفكري لـ فلاديمير لينين وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في عام 1912 وفي عام 1913 تسمّى بالإسم ستالين وتعني الرجل الفولاذي.
ستالين مع لينين في مارس 1919م
تقلّد ستالين منصب المفوّض السياسي للجيش الروسي في فترة الحرب الأهلية الروسية وفي فترة الحرب الروسية البولندية وتقلّد أرفع المناصب في الحزب الشيوعي الحاكم والدوائر المتعددة التابعة للحزب وفي العام 1922 تقلّد ستالين منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وحرص ستالين ان يتمتع منصب الأمين العام بأوسع أشكال النفوذ والسيطرة.
بعد ممات لينين في يناير 1924 تألّفت الحكومة من الثلاثي/ ستالين و كامينيف و زينوفيف وفي فترة الحكومة الثلاثية نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الإشتراكية المحلية مما ناقض بفعلته مباديء تروتسكي المنادية بالشيوعية العالمية وتغلب ستالين على الثنائي كامينيف و زينوفيف وأصبح القائد الأوحد بعدما كانت الحكومة ثلاثية الأقطاب وتم ذلك في عام 1928.
تزوج ستالين مرتين الأولى ماتت بالسل عام 1907 اي قبل قيام الثورة بعشر سنوات ويقال انه لم يكن لديه المال الكافي لعلاجها بعد أن أنفق كل ما لديه على الحزب كان قد انجب منها ياكوف الأبن الاكبر الذي حاول الانتحار مرة ونجا ثم التحق بالجيش وتم اسره على يد القوات الالمانيه اثناء الحرب العالمية الثانيه ورفض ستالين أن يميزه في تبادل الاسرى وقتل اثناء محاولته للهرب.
زوجته الثانية (ناديا) تزوجها وهي ابنة السابعة عشر عام1917 هي شيوعية متحمسة ابنة أحد أصدقائه المقربين كانت تدرس الهندسة انجبت له طفلين
أثر ستالين في تغيير الإتحاد السوفييتي
استبدل ستالين الانتماء الديني للشعب الروسي بالانتماء الشيوعي ورغم كونه درس بمدرسة كاثوليكيه الا انه امر بحرق الايكونات المسيحية في البيوت وهدم الكنائس ودور العبادة.
الصناعة
بالرغم من المصاعب التي واجهها ستالين في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالإتحاد السوفييتي الا ان الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية و التجارة الخارجية فقد تفوّق معدل النمو الصناعي الروسي على كل من ألمانيا في فترة النهضة الصناعية الألمانية في القرن التاسع عشر كما فاقت غريمتها اليابانية في أوائل القرن العشرين تمكّن ستالين من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفييتي في المواد الغذائية.
الزراعة التعاونية
فرض ستالين على الإتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية وتقوم النظرية على استبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرّارات الميكانيكية وخلافه.
وكانت الحقول الزراعة في الإتحاد السوفييتي في عهد ستالين من النوع الأول البدائي نظرياً من المفترض ان يكون الرابح الأول من الزراعة التعاونية هو الفلاح إذ وعدته الحكومة بمردود يساوي مقدار الجهد المبذول أمّا بالنسبة للإقطاعيين، فكان هلاكهم على يد الزراعية التعاونية.
فكان يفترض بالإقطاعيين بيع غلّاتهم الزراعية على الحكومة بسعر تحدده الحكومة نفسها! كان من السهل جدا طرح أي نظرية من النظريات ولكن الزراعة التعاونية ناقضت نمط من أنماط التجارة كان يمارس لقرون مضت فلاقت الزراعة التعاونية معارضة شديدة من قبل الإقطاعيين والفلاحين ووصلت المعارضة إلى حد المواجهات العنيفة بين السلطة والفلاحين.
حاول ستالين ثني الفلاحين عن عنادهم باستخدام القوات الخاصة في إرغام الفلاحين على الدخول في برنامجه الزراعي التعاوني الا ان الفلاحين فضّلوا نحر ماشيتهم على أن تؤخذ منهم عنوة لصالح البرنامج الزراعي التعاوني مما سبب أزمة في عملية الإنتاج الغذائي ووفرة المواد الغذائية.
قام ستالين بتوجيه أصابع الإتهام إلى الفلاحين الذين يملكون حقول زراعية ذات الحجم المتوسط ونعتهم بالرأسماليين الطفيليين وانهم سبب شحّ الموارد الغذائية وأمر ستالين بإطلاق النار على كل من يرفض الإنضمام إلى برنامجه الزراعي او النفي إلى مناطق بعيدة في الإتحاد السوفييتي.
لعل المحزن في عملية الشد والجذب بين الحكومة والفلاحين فيما يتعلق بالبرنامج الزراعي التعاوني هو نتيجته فقد أجمع الكثير من المؤرّخين أن سبب المجاعة التي ألمّت بالإتحاد السوفييتي بين الأعوام 1932 و 1933 هو نحر الفلاحين لماشيتهم والتي راح ضحيّتها ما يقرب من 5 ملايين روسي في وقت كان فيه الإتحاد السوفييتي يصدّر ملايين الأطنان من الحبوب لشتّى أنحاء العالم!
الخدمات الاجتماعية
اهتمت حكومة ستالين بالخدمات الاجتماعية إهتماماً ملحوظاً و جنّدت الأطقم الطبية والحملات لمكافحة الأمراض السارية مثل الكوليرا والملاريا وزادت من عدد الأطباء في المراكز الطبية ومراكز التدريب لتأهيل الأطقم الطبية ولاننسى الجانب التعليمي الذي بدوره ازدهر وقلّت الأمّية السوفييتية وتوفرت فرص عمل كثيرة وبخاصة فرص العمل النسائية.
التصفيات الجسدية
بوصول ستالين للسلطة المطلقة في 1930 عمل على إبادة المتعاملين مع الاعداء من أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكر ستالين او من يشك ستالين بمعارضته للشيوعية والتطبيق الصارم للأشتراكية.
تفاوتت الأحكام الصادرة لمعارضي فكر ستالين فتارة ينفي العملاء والخونة إلى معسكرات الأعمال الشاقة وتارة يزجّ بالأعداء الداخليين بالسجون وأخري يتم إعدامهم فيها بعد إجراء محاكمات عادلة بل وحتى لجأ ستالين للإغتيالات السياسية.
تم قتل الآلاف من الأعداء الطبقيين للعمال السوفييت وزج آلاف آخرين في السجون لمجرد الشك في معارضتهم للأشتراكية او السماع بتعاملهم مع ما سمي بالثورة البيضاء ومبادئه الأيديولوجية او حتى الشك بتعاونهم مع قوى خارجية مناهضة للاشتراكية !
رتّب ستالين لعقد المحاكمات العادلة في العاصمة موسكو لتكون قدوة لباقي المحاكم السوفييتية فكانت المحاكم وحدها اللتي تعطي الحق لتنفيذ أحكام الإبعاد أو الإعدام بحق خصوم الاشتراكية وفق القانون! ولم يسلم تروتسكي رفيق درب ستالين من سلسلة الإغتيالات الستالينية إذ طالته اليد الستالينية في منفاه في المكسيك عام 1940 بعد أن عاش في المنفى منذ عام 1936 ولم يتبق من الحزب البلشفي غير ستالين ووزير خارجيته مولوتوف بعد أن أباد ستالين جميع المتخاذلين والانتهازيين من أعضاء اللجنة الأصلية حتى انه لم يميز بين عضو كبير في الحزب وصغير كان همه بقاء الحزب نظيفا .
الترحيل القسري
بعد الحرب العالمية الثانية بقليل قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي إلى سيبيريا وجمهوريات آسيا الوسطى وكان السبب الرسمي هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية او معاداتهم للمباديء السوفييتية!
و لكن السبب الحقيقي هو ان يخلق ستالين توازنا عرقيا لكي يبتعد الشعب عن النزعات القومية للسلافيين اللتي اثبتت حضورها الحالي في روسيا فكثرة قومية على اخرى ادت إلى اضطهادها وتعاني روسيا اليوم من النزعة الفاشية لكي يتسنّى لستالين من إيجاد توازن إثني في الجمهوريات .
الحرب العالمية الثانية
بعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين قام هتلر بغزو الإتحاد السوفييتي ولم يكن ستالين متوقعاً للغزو الألماني فكان ستالين توّاقاً لكسب الوقت ليتسنّى له بناء ترسانته العسكرية وتطويرها الا ان هتلر لم يترك الإتحاد السوفييتي يؤهّل نفسه عسكرياً.
وتمكّن الألمان من جني الإنتصارات العسكرية في بداية غزوهم للإتحاد السوفييتي نتيجة ضعف خطوط الدفاع السوفييتية الناتجة عن إعدام ستالين لكثير من جنرالات الجيش الأحمر وتكبّد الإتحاد السوفييتي خسائر بشرية فادحة في الحرب العالمية الثانية إذ كان الألمان يحرقون القرى السوفييتية عن بكرة أبيها وتقدّر خسائر الإتحاد السوفييتي البشرية في الحرب العالمية الثانية من 21 إلى 28 مليون نسمة!
لكن صرامة ستالين وقسوته فيما يخص الاشتراكية وقضايا الشيوعية واستبسال المقاتلين في الجيش الاحمر وقوى الأنصار ادت في النهاية إلى النصر التام على النازية وعلى جيوش هتلر في ايار التاسع من ايار عام 1945
نهايته
في الأول من مارس 1953 وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي بيريا وخوروشوف وآخرون تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية لـ مولوتوف والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير بيريا تفاخر لـ مولوتوف بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله
مقدمة
جوزيف فيساريونوفيتش ستالين( دجيوغاشفيلي) ولد21 ديسمبر 1879 وتوفى 5 مارس 1953 وهو القائد الثاني للإتحاد السوفييتي.
ففي فترة توليه السلطة قام بقمع وتصفية خصومه السياسيين بل وشمل القمع والتصفية كل من كانت تحوم حوله الشكوك وقام بنقل الإتحاد السوفييتي من مجتمع فلاحي إلى مجتمع صناعي مما مكن الإتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
طفولته وبداية حياته
وُلد ستالين في مدينة جوري في جمهورية جورجيا لإسكافي يدعى بيسو وأم فلاحة تدعى إيكاترينا وكان بيسو يعاقر الخمر ويضرب ستالين بقسوة في طفولته علماً أن الضرب القاسي في تلك الفترة للأولاد كان شائعاً لتعليم الأولاد.
ترك بيسو عائلته ورحل وأصبحت أم ستالين بلا معيل! وعندما بلغ ستالين 11 عاماً أرسلته أمّة إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثودوكسية ودرس فيها.
وترجع بداية مشاركة ستالين مع الحركة الإشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثوذوكسية والتي قامت بطردة من على مقاعد الدراسة في العام 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الإختبارات وبذلك خاب ظن امه به التي كانت تتمنى دائما أن يكون كاهنا حتى بعد أن أصبح رئيسا وطوال فترة حكمه كانت علاقته بأمه شبه منقطعة حتى انه لم يحضر جنازتها وقيل انه كان ينعتها بالعجوز الرخيصة.
بعد تركه للمدرسة الكاثوليكية إنتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للإعتقال بل والإبعاد إلى مدينة سيبيريا بين الأعوام 1902 إلى 1917 وإعتنق ستالين المذهب الفكري لـ فلاديمير لينين وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في عام 1912 وفي عام 1913 تسمّى بالإسم ستالين وتعني الرجل الفولاذي.
ستالين مع لينين في مارس 1919م
تقلّد ستالين منصب المفوّض السياسي للجيش الروسي في فترة الحرب الأهلية الروسية وفي فترة الحرب الروسية البولندية وتقلّد أرفع المناصب في الحزب الشيوعي الحاكم والدوائر المتعددة التابعة للحزب وفي العام 1922 تقلّد ستالين منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وحرص ستالين ان يتمتع منصب الأمين العام بأوسع أشكال النفوذ والسيطرة.
بعد ممات لينين في يناير 1924 تألّفت الحكومة من الثلاثي/ ستالين و كامينيف و زينوفيف وفي فترة الحكومة الثلاثية نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الإشتراكية المحلية مما ناقض بفعلته مباديء تروتسكي المنادية بالشيوعية العالمية وتغلب ستالين على الثنائي كامينيف و زينوفيف وأصبح القائد الأوحد بعدما كانت الحكومة ثلاثية الأقطاب وتم ذلك في عام 1928.
تزوج ستالين مرتين الأولى ماتت بالسل عام 1907 اي قبل قيام الثورة بعشر سنوات ويقال انه لم يكن لديه المال الكافي لعلاجها بعد أن أنفق كل ما لديه على الحزب كان قد انجب منها ياكوف الأبن الاكبر الذي حاول الانتحار مرة ونجا ثم التحق بالجيش وتم اسره على يد القوات الالمانيه اثناء الحرب العالمية الثانيه ورفض ستالين أن يميزه في تبادل الاسرى وقتل اثناء محاولته للهرب.
زوجته الثانية (ناديا) تزوجها وهي ابنة السابعة عشر عام1917 هي شيوعية متحمسة ابنة أحد أصدقائه المقربين كانت تدرس الهندسة انجبت له طفلين
أثر ستالين في تغيير الإتحاد السوفييتي
استبدل ستالين الانتماء الديني للشعب الروسي بالانتماء الشيوعي ورغم كونه درس بمدرسة كاثوليكيه الا انه امر بحرق الايكونات المسيحية في البيوت وهدم الكنائس ودور العبادة.
الصناعة
بالرغم من المصاعب التي واجهها ستالين في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالإتحاد السوفييتي الا ان الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية و التجارة الخارجية فقد تفوّق معدل النمو الصناعي الروسي على كل من ألمانيا في فترة النهضة الصناعية الألمانية في القرن التاسع عشر كما فاقت غريمتها اليابانية في أوائل القرن العشرين تمكّن ستالين من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفييتي في المواد الغذائية.
الزراعة التعاونية
فرض ستالين على الإتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية وتقوم النظرية على استبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرّارات الميكانيكية وخلافه.
وكانت الحقول الزراعة في الإتحاد السوفييتي في عهد ستالين من النوع الأول البدائي نظرياً من المفترض ان يكون الرابح الأول من الزراعة التعاونية هو الفلاح إذ وعدته الحكومة بمردود يساوي مقدار الجهد المبذول أمّا بالنسبة للإقطاعيين، فكان هلاكهم على يد الزراعية التعاونية.
فكان يفترض بالإقطاعيين بيع غلّاتهم الزراعية على الحكومة بسعر تحدده الحكومة نفسها! كان من السهل جدا طرح أي نظرية من النظريات ولكن الزراعة التعاونية ناقضت نمط من أنماط التجارة كان يمارس لقرون مضت فلاقت الزراعة التعاونية معارضة شديدة من قبل الإقطاعيين والفلاحين ووصلت المعارضة إلى حد المواجهات العنيفة بين السلطة والفلاحين.
حاول ستالين ثني الفلاحين عن عنادهم باستخدام القوات الخاصة في إرغام الفلاحين على الدخول في برنامجه الزراعي التعاوني الا ان الفلاحين فضّلوا نحر ماشيتهم على أن تؤخذ منهم عنوة لصالح البرنامج الزراعي التعاوني مما سبب أزمة في عملية الإنتاج الغذائي ووفرة المواد الغذائية.
قام ستالين بتوجيه أصابع الإتهام إلى الفلاحين الذين يملكون حقول زراعية ذات الحجم المتوسط ونعتهم بالرأسماليين الطفيليين وانهم سبب شحّ الموارد الغذائية وأمر ستالين بإطلاق النار على كل من يرفض الإنضمام إلى برنامجه الزراعي او النفي إلى مناطق بعيدة في الإتحاد السوفييتي.
لعل المحزن في عملية الشد والجذب بين الحكومة والفلاحين فيما يتعلق بالبرنامج الزراعي التعاوني هو نتيجته فقد أجمع الكثير من المؤرّخين أن سبب المجاعة التي ألمّت بالإتحاد السوفييتي بين الأعوام 1932 و 1933 هو نحر الفلاحين لماشيتهم والتي راح ضحيّتها ما يقرب من 5 ملايين روسي في وقت كان فيه الإتحاد السوفييتي يصدّر ملايين الأطنان من الحبوب لشتّى أنحاء العالم!
الخدمات الاجتماعية
اهتمت حكومة ستالين بالخدمات الاجتماعية إهتماماً ملحوظاً و جنّدت الأطقم الطبية والحملات لمكافحة الأمراض السارية مثل الكوليرا والملاريا وزادت من عدد الأطباء في المراكز الطبية ومراكز التدريب لتأهيل الأطقم الطبية ولاننسى الجانب التعليمي الذي بدوره ازدهر وقلّت الأمّية السوفييتية وتوفرت فرص عمل كثيرة وبخاصة فرص العمل النسائية.
التصفيات الجسدية
بوصول ستالين للسلطة المطلقة في 1930 عمل على إبادة المتعاملين مع الاعداء من أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكر ستالين او من يشك ستالين بمعارضته للشيوعية والتطبيق الصارم للأشتراكية.
تفاوتت الأحكام الصادرة لمعارضي فكر ستالين فتارة ينفي العملاء والخونة إلى معسكرات الأعمال الشاقة وتارة يزجّ بالأعداء الداخليين بالسجون وأخري يتم إعدامهم فيها بعد إجراء محاكمات عادلة بل وحتى لجأ ستالين للإغتيالات السياسية.
تم قتل الآلاف من الأعداء الطبقيين للعمال السوفييت وزج آلاف آخرين في السجون لمجرد الشك في معارضتهم للأشتراكية او السماع بتعاملهم مع ما سمي بالثورة البيضاء ومبادئه الأيديولوجية او حتى الشك بتعاونهم مع قوى خارجية مناهضة للاشتراكية !
رتّب ستالين لعقد المحاكمات العادلة في العاصمة موسكو لتكون قدوة لباقي المحاكم السوفييتية فكانت المحاكم وحدها اللتي تعطي الحق لتنفيذ أحكام الإبعاد أو الإعدام بحق خصوم الاشتراكية وفق القانون! ولم يسلم تروتسكي رفيق درب ستالين من سلسلة الإغتيالات الستالينية إذ طالته اليد الستالينية في منفاه في المكسيك عام 1940 بعد أن عاش في المنفى منذ عام 1936 ولم يتبق من الحزب البلشفي غير ستالين ووزير خارجيته مولوتوف بعد أن أباد ستالين جميع المتخاذلين والانتهازيين من أعضاء اللجنة الأصلية حتى انه لم يميز بين عضو كبير في الحزب وصغير كان همه بقاء الحزب نظيفا .
الترحيل القسري
بعد الحرب العالمية الثانية بقليل قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي إلى سيبيريا وجمهوريات آسيا الوسطى وكان السبب الرسمي هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية او معاداتهم للمباديء السوفييتية!
و لكن السبب الحقيقي هو ان يخلق ستالين توازنا عرقيا لكي يبتعد الشعب عن النزعات القومية للسلافيين اللتي اثبتت حضورها الحالي في روسيا فكثرة قومية على اخرى ادت إلى اضطهادها وتعاني روسيا اليوم من النزعة الفاشية لكي يتسنّى لستالين من إيجاد توازن إثني في الجمهوريات .
الحرب العالمية الثانية
بعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين قام هتلر بغزو الإتحاد السوفييتي ولم يكن ستالين متوقعاً للغزو الألماني فكان ستالين توّاقاً لكسب الوقت ليتسنّى له بناء ترسانته العسكرية وتطويرها الا ان هتلر لم يترك الإتحاد السوفييتي يؤهّل نفسه عسكرياً.
وتمكّن الألمان من جني الإنتصارات العسكرية في بداية غزوهم للإتحاد السوفييتي نتيجة ضعف خطوط الدفاع السوفييتية الناتجة عن إعدام ستالين لكثير من جنرالات الجيش الأحمر وتكبّد الإتحاد السوفييتي خسائر بشرية فادحة في الحرب العالمية الثانية إذ كان الألمان يحرقون القرى السوفييتية عن بكرة أبيها وتقدّر خسائر الإتحاد السوفييتي البشرية في الحرب العالمية الثانية من 21 إلى 28 مليون نسمة!
لكن صرامة ستالين وقسوته فيما يخص الاشتراكية وقضايا الشيوعية واستبسال المقاتلين في الجيش الاحمر وقوى الأنصار ادت في النهاية إلى النصر التام على النازية وعلى جيوش هتلر في ايار التاسع من ايار عام 1945
نهايته
في الأول من مارس 1953 وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي بيريا وخوروشوف وآخرون تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية لـ مولوتوف والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير بيريا تفاخر لـ مولوتوف بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى