ألفـــاظ قـرآنيــــة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ألفـــاظ قـرآنيــــة
إن القرآن وهو يتنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان يعطى ألفاظه معانى معينة ومحددة فى العقيدة أو الشريعة إجمالا أو تفصيلا .
وألفاظ الجهاد والقتال والحرب والنفر مثال على ذلك فقد توارت هذه الألفاظ الأربعة فى القرآن الكريم بنسب مختلفة وبدلالات متنوعة حددتها السياقات القرآنية التى جاءت فيها .
وفى السطور التالية نحاول التعريف بهذه الألفاظ الأربعة من حيث دلالاتها اللغوية ومن حيث معانيها الشرعية التى وردت عليها .
** لفظ الجهاد : ( الجهد ) بضم الجيم وفتحها : المشقة والطاقة والوسع والاجتهاد : أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة ، يقال : جهدت رأيى وأجهدته أى أتعبته بالفكر والجهاد ، والمجاهدة : استفراغ الوسع فى مدافعة العدو .
ولفظ الجهد بمشتقاته المتعددة ورد فى القرآن فى تسع وثلاثين موضعا ، فجاء كإسم فى تسعة مواضع منها قوله تعالى : ( وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) – (الأنعام : 109) - وجاء كمصدر فى أربعة مواضع منها قوله سبحانه وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ) - (التوبة:24)
وجاء كفعل فى باقى المواضع منها قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ )–(البقرة :218) .ولفظ الجهاد جاء فى القرآن على معان منها :
1 - الجهاد بالسلاح وهو المعنى المتبادر عند الإطلاق ومنه قوله سبحانه : (وَفَضَّل اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )- (النساء 95)
2 - الجهاد بمعنى القول ومنه قوله تعالى وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) – (الفرقان : 52) يعنى جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا .
3 - الجهاد بمعنى العمل ومنه قوله سبحانه : ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) – (العنكبوت : 6)
يعنى : ومن يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه ، أى له نفع ذلك . ثم إن الراغب فى كتابة المفردات قال : والجهاد ثلاثة أضرب : مجاهدة العدو الظاهر ، ومجاهدة الشيطان ، ومجاهدة النفس ، وتدخل ثلاثتها فى قوله تعالى : ( وجاهدوا فى الله حق جهاده ) .
*** لفظ الحرب : مشتق من الحَرَب وهو السلب يقال : حربته ماله ، أى : سلبته إياه . ورجل محراب : شجاع قؤوم بأمر الحرب مباشر لها ، والحربة : آلة للحرب معروفة ، ومحراب المسجد قيل : سمى بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى ، وقيل : سُمى بذلك لكون الإنسان حرىٌّ به أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ونوازع الخواطر .
وقد ورد لفظ الحرب فى القرآن عشر مرات باشتقاقات مختلفة فجاء كإسم فى أربعة مواضع منها قوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) – (محمد : 4) – وجاء كفعل فى موضعين أحدهما قوله سبحانه : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) – (المائدة : 33) وجاء لفظ محراب فى أربعة مواضع منها قوله سبحانه : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) – (آل عمران : 37)
ولفظ الحرب ورد فى القرآن على معان منها : ـ
1 - بمعنى القتال وهو الاستعمال الأغلب لهذا اللفظ كقوله سبحانه : ( حتى تضع الحرب أوزارها ) – أى حتى ينتهى القتال بين الطرفين ويذهب كل فى سبيله .
2 - بمعنى المخالفة فى الشرع والإفساد فى الأرض ومنه قوله سبحانه : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) – يعنى : إنما جزاء الذين يخالفون أحكام الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا وإفسادا أن يقتلوا ...
*** لفظ القتل : أصل القتل إزالة الروح عن الجسد كالموت لكن لإذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال : قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال : موت ، قال تعالى: ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ) – (آل عمران : 144) والمقاتلة : المحاربة وتحرى القتل ويستعمل هذا اللفظ فى معان آخر على سبيل الاستعارة والمبالغة فيقال : قتلت الخمر بالماء : إذا مزجته تخفيفا لحدتها ويقال فى مجال العلم : قتله بحثا : إذا بلغ الغاية فى التتبع والبحث والتقصى .
ولفظ القتل ورد فى القرآن فى نحو سبعة وثمانين موضعا باشتقاقاته المختلفة ، ورد فى أكثر هذه المواضع بصيغة الفعل كقوله تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ ) – (البقرة : 154)
وورد بصيغة ( قتل ) فى ستة مواضع منها قوله سبحانه : ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) – (البقرة : 191)
وورد بصيغة ( قتال ) فى عشرة مواضع منها قوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) – (البقرة : 216) .
وهذه المادة وردت فى القرآن على عدة وجوه ومعان منها :
1 – القتل بمعنى القتال والمحاربة ومنه قوله تعالى : ( فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) – (البقرة : 191) والمعنى إن قاتلوكم فقاتلوهم .
2- القتل بمعنى فعل القتل كما فى قوله سبحانه : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا ) – (النساء : 93) أى : من يقتل مؤمنا قتلا يذهب فيه روحه عن جسده .
3 – القتل بمعنى اللعن ومنه قوله سبحانه ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) – (المدثر : 19) أى : لُعن ومثله قوله تعالى : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ) – (البروج : 4) أى : لعنوا .
4 – القتل بمعنى العذاب ومنه قوله تعالى : ( مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) – (الأحزاب : 61) أى : أخذوا وعذبوا عذابا شديدا .
5 – القتل بمعنى القصاص ومنه قوله سبحانه : ( فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ) – (الإسراء : 33) أى : فلا يسرف ولى المقتول فى القصاص من القاتل كأن يقتل نفسين بنفس واحدة .
6 – القتل بمعنى دفن الأحياء ومنه قوله تعالى وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ ) – (الأنعام : 151)
يعنى : لا تدفنوا أبناءكم وهم على قيد الحياة لأن قتلهم خطأ كبير وإثم عظيم .
7 – القتل بمعنى الذبح ومنه قوله سبحانه يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ ويستحيون نساءكم وفى ذالكم بلاءٌمن ربكم عظيم ) – (الأعراف : 141) يعنى : يذبحون .
*** لفظ النفر : يدل على التجافى والتباعد والانزعاج عن الشئ وإلى الشئ ، يقال : نفرت الدابة نفارا إذا تجافت وتباعدت وانزعجت عن مكانها ومقامها . والإنفار عن الشئ والتنفير عنه والإستنفار كله بمعنى واحد ، ومن هذا اللفظ استعير لفظ النفر إلى الحرب ، دلالة على الخروج للقتال ومواجهة الأعداء ، يقال : نفر إلى الحرب إذا خرج لها ومضى لقتال العدو ومنه أيضا ( الإستنفار ) : وهو حث القوم على النفر إلى الحرب أو أن ينفروا منها ومنه أيضا ( النفر ) من منى وهو الخروج منها بعد الانتهاء من رمى الجمرات ويُطلق على الرجال إذا كانوا ثلاثة إلى عشرة ( نفر ) : سموا بذلك لأنهم ينفرون للنصرة ، والنفير : القوم ينفرون للقتال .
ولفظ نفر ورد فى القرآن فى اثنى عشر موضعا ، جاء فى ثمانية منها على صيغة الفعل منها قوله تعالى : ( فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا ) – (النساء : 71) وجاء فى ثلاثة مواضع كإسم منها قوله تعالى : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ ) – (الأحقاف : 29) وجاء فى موضع واحد على صيغة اسم الفاعل وهو قوله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ) – ( المدثر : 50) - أى : نافره .
وهذا اللفظ ورد فى القرآن على معان منها : -
1 – بمعنى الخروج للجهاد وهو الاستعمال الأغلب لهذا اللفظ ومنه قوله تعالى : ( مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ )-(التوبة:38) أى : ما لكم إذا قيل لكم جاهِدوا فى سبيل الله لنشر دينه ورفع رايته تباطأتم وتقاعستم عن ذلك المطلوب .
2 – بمعنى العدد من الرجال ومنه قوله سبحانه أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ) – (الكهف : 34) أى أعز عشيرة ورهطا . قال القرطبى : النفر : الرهط وهو ما دون العشيرة .
3- بمعنى النفار من الشئ والإعراض عنه وعليه قوله تعالى : ( كأنهم حمر مستنفرة ) أى : نافرون عن الحق ومعرضون عنه وهو الموضع الوحيد فى القرآن على هذا المعنى .
والأمر الذى يذكر فى هذا السياق أن لفظ الجهاد هو اللفظ الأبرز ضمن هذه الألفاظ الأربعة بحيث نستطيع أن نقول : إن هذا اللفظ أضحى مصطلحا إسلاميا صرفا ، لا وجود له فى لغات العالم الحية لما يحمله من دلالات إسلامية محددة استمدها من عقيدة الإسلام وشريعته .
ويأتى فى درجة تالية للفظ ( الجهاد ) لفظ ( النفر ) لكن اللافت للنظر فى هذا اللفظ أن القرآن استعمله
غالبا للإستجابة لداعى الجهاد ، بينما استخدمها فى موضع واحد وهو قوله تعالى : ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ) – (التوبة : 122) - بغية النفرة فى شئون الحياة كافة ، وكأن النفره المطلوبة فى هذه الآية مراد منها استدراك المعارف والفقه بالتخصصات المتنوعة والإجتهاد فيها وهذا نوع من الجهاد .
أما لفظا ( القتال ) و( الحرب ) فهما من الألفاظ المشتركة بين لغات الأرض ، لكن يبقى الخلاف بينها فى الدوافع والغايات والوسائل والأهداف .
*****************************************************
وألفاظ الجهاد والقتال والحرب والنفر مثال على ذلك فقد توارت هذه الألفاظ الأربعة فى القرآن الكريم بنسب مختلفة وبدلالات متنوعة حددتها السياقات القرآنية التى جاءت فيها .
وفى السطور التالية نحاول التعريف بهذه الألفاظ الأربعة من حيث دلالاتها اللغوية ومن حيث معانيها الشرعية التى وردت عليها .
** لفظ الجهاد : ( الجهد ) بضم الجيم وفتحها : المشقة والطاقة والوسع والاجتهاد : أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة ، يقال : جهدت رأيى وأجهدته أى أتعبته بالفكر والجهاد ، والمجاهدة : استفراغ الوسع فى مدافعة العدو .
ولفظ الجهد بمشتقاته المتعددة ورد فى القرآن فى تسع وثلاثين موضعا ، فجاء كإسم فى تسعة مواضع منها قوله تعالى : ( وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) – (الأنعام : 109) - وجاء كمصدر فى أربعة مواضع منها قوله سبحانه وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ) - (التوبة:24)
وجاء كفعل فى باقى المواضع منها قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ )–(البقرة :218) .ولفظ الجهاد جاء فى القرآن على معان منها :
1 - الجهاد بالسلاح وهو المعنى المتبادر عند الإطلاق ومنه قوله سبحانه : (وَفَضَّل اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )- (النساء 95)
2 - الجهاد بمعنى القول ومنه قوله تعالى وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) – (الفرقان : 52) يعنى جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا .
3 - الجهاد بمعنى العمل ومنه قوله سبحانه : ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) – (العنكبوت : 6)
يعنى : ومن يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه ، أى له نفع ذلك . ثم إن الراغب فى كتابة المفردات قال : والجهاد ثلاثة أضرب : مجاهدة العدو الظاهر ، ومجاهدة الشيطان ، ومجاهدة النفس ، وتدخل ثلاثتها فى قوله تعالى : ( وجاهدوا فى الله حق جهاده ) .
*** لفظ الحرب : مشتق من الحَرَب وهو السلب يقال : حربته ماله ، أى : سلبته إياه . ورجل محراب : شجاع قؤوم بأمر الحرب مباشر لها ، والحربة : آلة للحرب معروفة ، ومحراب المسجد قيل : سمى بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى ، وقيل : سُمى بذلك لكون الإنسان حرىٌّ به أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ونوازع الخواطر .
وقد ورد لفظ الحرب فى القرآن عشر مرات باشتقاقات مختلفة فجاء كإسم فى أربعة مواضع منها قوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) – (محمد : 4) – وجاء كفعل فى موضعين أحدهما قوله سبحانه : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) – (المائدة : 33) وجاء لفظ محراب فى أربعة مواضع منها قوله سبحانه : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) – (آل عمران : 37)
ولفظ الحرب ورد فى القرآن على معان منها : ـ
1 - بمعنى القتال وهو الاستعمال الأغلب لهذا اللفظ كقوله سبحانه : ( حتى تضع الحرب أوزارها ) – أى حتى ينتهى القتال بين الطرفين ويذهب كل فى سبيله .
2 - بمعنى المخالفة فى الشرع والإفساد فى الأرض ومنه قوله سبحانه : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) – يعنى : إنما جزاء الذين يخالفون أحكام الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا وإفسادا أن يقتلوا ...
*** لفظ القتل : أصل القتل إزالة الروح عن الجسد كالموت لكن لإذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال : قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال : موت ، قال تعالى: ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ) – (آل عمران : 144) والمقاتلة : المحاربة وتحرى القتل ويستعمل هذا اللفظ فى معان آخر على سبيل الاستعارة والمبالغة فيقال : قتلت الخمر بالماء : إذا مزجته تخفيفا لحدتها ويقال فى مجال العلم : قتله بحثا : إذا بلغ الغاية فى التتبع والبحث والتقصى .
ولفظ القتل ورد فى القرآن فى نحو سبعة وثمانين موضعا باشتقاقاته المختلفة ، ورد فى أكثر هذه المواضع بصيغة الفعل كقوله تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ ) – (البقرة : 154)
وورد بصيغة ( قتل ) فى ستة مواضع منها قوله سبحانه : ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) – (البقرة : 191)
وورد بصيغة ( قتال ) فى عشرة مواضع منها قوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) – (البقرة : 216) .
وهذه المادة وردت فى القرآن على عدة وجوه ومعان منها :
1 – القتل بمعنى القتال والمحاربة ومنه قوله تعالى : ( فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) – (البقرة : 191) والمعنى إن قاتلوكم فقاتلوهم .
2- القتل بمعنى فعل القتل كما فى قوله سبحانه : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا ) – (النساء : 93) أى : من يقتل مؤمنا قتلا يذهب فيه روحه عن جسده .
3 – القتل بمعنى اللعن ومنه قوله سبحانه ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) – (المدثر : 19) أى : لُعن ومثله قوله تعالى : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ) – (البروج : 4) أى : لعنوا .
4 – القتل بمعنى العذاب ومنه قوله تعالى : ( مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) – (الأحزاب : 61) أى : أخذوا وعذبوا عذابا شديدا .
5 – القتل بمعنى القصاص ومنه قوله سبحانه : ( فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ) – (الإسراء : 33) أى : فلا يسرف ولى المقتول فى القصاص من القاتل كأن يقتل نفسين بنفس واحدة .
6 – القتل بمعنى دفن الأحياء ومنه قوله تعالى وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ ) – (الأنعام : 151)
يعنى : لا تدفنوا أبناءكم وهم على قيد الحياة لأن قتلهم خطأ كبير وإثم عظيم .
7 – القتل بمعنى الذبح ومنه قوله سبحانه يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ ويستحيون نساءكم وفى ذالكم بلاءٌمن ربكم عظيم ) – (الأعراف : 141) يعنى : يذبحون .
*** لفظ النفر : يدل على التجافى والتباعد والانزعاج عن الشئ وإلى الشئ ، يقال : نفرت الدابة نفارا إذا تجافت وتباعدت وانزعجت عن مكانها ومقامها . والإنفار عن الشئ والتنفير عنه والإستنفار كله بمعنى واحد ، ومن هذا اللفظ استعير لفظ النفر إلى الحرب ، دلالة على الخروج للقتال ومواجهة الأعداء ، يقال : نفر إلى الحرب إذا خرج لها ومضى لقتال العدو ومنه أيضا ( الإستنفار ) : وهو حث القوم على النفر إلى الحرب أو أن ينفروا منها ومنه أيضا ( النفر ) من منى وهو الخروج منها بعد الانتهاء من رمى الجمرات ويُطلق على الرجال إذا كانوا ثلاثة إلى عشرة ( نفر ) : سموا بذلك لأنهم ينفرون للنصرة ، والنفير : القوم ينفرون للقتال .
ولفظ نفر ورد فى القرآن فى اثنى عشر موضعا ، جاء فى ثمانية منها على صيغة الفعل منها قوله تعالى : ( فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا ) – (النساء : 71) وجاء فى ثلاثة مواضع كإسم منها قوله تعالى : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ ) – (الأحقاف : 29) وجاء فى موضع واحد على صيغة اسم الفاعل وهو قوله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ) – ( المدثر : 50) - أى : نافره .
وهذا اللفظ ورد فى القرآن على معان منها : -
1 – بمعنى الخروج للجهاد وهو الاستعمال الأغلب لهذا اللفظ ومنه قوله تعالى : ( مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ )-(التوبة:38) أى : ما لكم إذا قيل لكم جاهِدوا فى سبيل الله لنشر دينه ورفع رايته تباطأتم وتقاعستم عن ذلك المطلوب .
2 – بمعنى العدد من الرجال ومنه قوله سبحانه أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ) – (الكهف : 34) أى أعز عشيرة ورهطا . قال القرطبى : النفر : الرهط وهو ما دون العشيرة .
3- بمعنى النفار من الشئ والإعراض عنه وعليه قوله تعالى : ( كأنهم حمر مستنفرة ) أى : نافرون عن الحق ومعرضون عنه وهو الموضع الوحيد فى القرآن على هذا المعنى .
والأمر الذى يذكر فى هذا السياق أن لفظ الجهاد هو اللفظ الأبرز ضمن هذه الألفاظ الأربعة بحيث نستطيع أن نقول : إن هذا اللفظ أضحى مصطلحا إسلاميا صرفا ، لا وجود له فى لغات العالم الحية لما يحمله من دلالات إسلامية محددة استمدها من عقيدة الإسلام وشريعته .
ويأتى فى درجة تالية للفظ ( الجهاد ) لفظ ( النفر ) لكن اللافت للنظر فى هذا اللفظ أن القرآن استعمله
غالبا للإستجابة لداعى الجهاد ، بينما استخدمها فى موضع واحد وهو قوله تعالى : ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ) – (التوبة : 122) - بغية النفرة فى شئون الحياة كافة ، وكأن النفره المطلوبة فى هذه الآية مراد منها استدراك المعارف والفقه بالتخصصات المتنوعة والإجتهاد فيها وهذا نوع من الجهاد .
أما لفظا ( القتال ) و( الحرب ) فهما من الألفاظ المشتركة بين لغات الأرض ، لكن يبقى الخلاف بينها فى الدوافع والغايات والوسائل والأهداف .
*****************************************************
abdelnabyyousef- عضو فعال
- عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الفاظ قرانية
لك منى كل الاحترام والتقدير والاخلاص على
ذوقك وحسك الجميل فى الانتقاء والابداع
كما تعودنامنك دائما
منتديات الصقر نت تحمل الكتير بين صفحاتها وكلها امل وكلها تميز
مع تحياتى
طارق صقر
كاتب قصة
وشاعر
ذوقك وحسك الجميل فى الانتقاء والابداع
كما تعودنامنك دائما
منتديات الصقر نت تحمل الكتير بين صفحاتها وكلها امل وكلها تميز
مع تحياتى
طارق صقر
كاتب قصة
وشاعر
رد: ألفـــاظ قـرآنيــــة
موضوع يستاهل الطرح
مشكور لطرحك هالموضوع ونتمنى المزيد
تقبل مرورى وتحياتى
مشكور لطرحك هالموضوع ونتمنى المزيد
تقبل مرورى وتحياتى
ayat- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 11
تاريخ التسجيل : 21/12/2008
رد: ألفـــاظ قـرآنيــــة
سلامى وتحياتى الى الأستاذ الفاضل طارق صقر مع تمنياتى لكم بدوام التوفيق وأشكرك على التعليق الجميل
abdelnabyyousef- عضو فعال
- عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى