كيف ينجو الإنسان من عذاب القبر ؟

جاء الإسلام بأمور أخبر أنها من المنجيات والمانعات من عذاب القبر وحث على القيام بها ، والحرص عليها لتكون له عونا له فى قبره عندما يودع فيه وحيدا ، فمن تلك الأعمال : -
1 - الرباط فى سبيل الله : ومعنى الرباط الإقامة على الحدود الإسلامية لمواجهة العدوان الخارجى الكافر والاستعداد لصده ، حيث جاء فى فضل ذلك ما رواه مسلم فى صحيحه عن سلمان رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات أجرى عليه عمله الذى كان يعمله ، وأجرى عليه رزقه وأمِنَ الفتَّان ) وفى سنن أبى داود ( وأمن من فتنة القبر ) .

2 - الشهادة فى سبيل الله : والشهيد هو من قٌتل مجاهد فى سبيل الله وسمى شهيدا لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة ، ولأنه حى فهو شاهد أى حاضر - روى النسائى أن رجلا قال يارسول الله : ما بال المؤمنين يفتنون فى قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) ومعنى الحديث : أن السؤال فى القبر إنما جعل لامتحان المؤمن الصادق فى إيمانه وثبوته تحت بارقة السيوف وعدم فراره من الموت أوضح دليل على صدق إيمانه .
وقول الصابى : " ما بال المؤمنين يفتنون فى قبورهم إلا الشهيد ؟ " حيث استثنى الشهيد فقط لا يدل على حصر الناجين من عذاب القبر بالشهداء ، وإنما ذلك بحسب اجتهاده أو أنه أكبرهم وأعظمهم وإلا فالأحاديث المصرحة بنجاة غير الشهيد كثيرة ومنطوقها يقدم على فهم الصحابى هنا .

3 - حفظ سورة تبارك وتلاوتها : فعن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال : ضرب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - خباءه - خيمته - على قبر وهو لا يحسب أنه قبر ، فإذا قبر انسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال : يارسول الله ضربت خبأتى على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر ، فإذا قبر انسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( هى المانعة ، هى المنجية تنجيه من عذاب القبر ) . قال الترمذى : هذا حديث حسن غريب .

4 - الموت بداء من أدواء البطن : فعن سليمان بن صرد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتله بطنه لم يعذب فى قبره ) رواه أحمد والترمذى وقال : هذا حديث حسن غريب . والمراد بالحديث حصول النجاة من عذاب القبر لمن مات بداء من أدواء البطن كسرطان البطن والقولون والقرحة وغير ذلك .

5 - الموت ليلة الجمعة ويومها : فعن عبد الله بن عمرو - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ) رواه أحمد والترمذى ، والحديث يدل على أن الموت ليلة الجمعة أو يومها من أسباب الوقاية من عذاب القبر وهو فضل محض لا تدخل للإنسان فى تحصيله إلا أن يحرص على الشهادة فى هذا اليوم فينال فضلين فضل الشهادة وفضل الموت فى يوم الجمعة .

هذه بعض الأعمال التى من عملها مؤمنا محتسبا كفاه الله بهن عذاب القبر وأبدله الله فى قبره نعيما يمتد إلى يوم القيامة ، وفى الجملة فعلى الإنسان أن يعظم رجاؤه بربه ويحرص على العمل الصالح ويجتنب ما يغضب الله فهو الضمان من عذاب القبر .
قال تعالى : ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) - قال مجاهد : " فى القبر " .