معجم صفات الله عز وجل .. (1)
صفحة 1 من اصل 1
معجم صفات الله عز وجل .. (1)
مقـدمــة ...
مِن المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم وليس هناك عِلمٌ أشرَف ولا أجَلَّ مِن عِلم تعَلق بالله وصفاتهِ ، فهو يُورث المسلم خوفاً وخشية وحُباً وشوقاً لربهِ ، ولمنزلة هذا العلم كان النبى صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه فيقول : ( إنَّ أتقَاكم وأعلمَكم بالله أنا ) – رواه البخارى . ويعود فضل هذا العلم إلى أن الغاية التى خُلق الناس مِن أجلها هى عبادة الله سُبحَانهُ وعبادته لا تتم إلا بمعرفته وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له ..
وتسهيلا لهذه المعرفة وتقريباً لها جمَعتُ هذا المعجم فى صفات الله وحرصْتُ أن أذكر فيه
( معجم الصفات ) أغلب ما ثبت فى الكتاب والسنة واتفق عليها سلف الأمة ، مع ذِكر معَانى تلك الصفات التى نصَّ عليها العُلمَاء ، وقبل أن نبدأ بسرد الصَّفات نذكر ببعض القواعد الهامة حتى يُفهم فهماً صحيحاً .
وأولى هذه القواعد : أن إثبات الصفات المقصود منه إثباتها لفظاً ومعنى مع الســـــكوت التام عن الكلام فى كيفياتها وإيكال عِلم ذلك إلى الله سُبحَانهُ ، فالإستواء معلوم لفظاً ومعنى لكن كيفيته مجهولة لنا ، فيحظر على المسلم الكلام فى ذلك لأنه قول على الله بغير عِلم .
والقاعدة الثانية : وجوب نفى التمثيل عند الإثبات ، فلا يجوز أن نثبت الصفات مع تشبيهها بصفات المخلوقين .
والقاعدة الثالثة : أن صفات الله لا يجوز أن يشتق منها أسماء لله فلا يشتق من صفة المشيئة اسم الشائى ولا من صفة المجئ اسم الجائى .
والقاعدة الرابعة : عدم جواز التعبيد بالصفات فلا يقال عبد الاستواء ولا عبد المشيئة .
والقاعدة الخامسة : عدم جواز دعاء صفات الله فلا يُقال ياعزة الله وحكمته وسمعه .
والقاعدة السادسة : جواز الاستعاذة بصفات الله كالقول : أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك .
وبعد ذكر هذه القواعد الهامة نشرع فى سرد الصفات .. والله ولى التوفيق ......
(1) الأولية : وهى أولى صفاته – سُبحَانه – التى نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد ترتيب المعجم وهى صفة ذاتية لله – عز وجل – مأخوذة من اسمه الأول الوارد فى قوله تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ
وَالظَّاهِرُوَالْبَاطِنُ ) – ( الحديد : 3) .
والوارد فى قوله صلى الله عليه وسلم : اللهُمَّ أنتَ الأول فليسَ قبلكَ شئ ... رواه مسلم . وتعنى صفة الأولية : أولية الله على كل ما سواه فمهما تصور الإنسان موجودًا قديمًا فالله أقدم منها ولا يعنى هذا الأولية النسبية بل هى أولية مطلقة فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة .
(2) الأحدية : وهى صفة مأخوذة من اسمه الأحد الوارد فى قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) – (الإخلاص : 1) .
والوارد فى الحديث القدسى الذى يرويه أبو هريرة عن ربه رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه : ( كذبنى بن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمنى ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياى فقوله : لن يُعيدَنى كما بدأنى ، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته ، وأما شتمه إياى فقوله : اتخذ الله ولدًا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لى كفوًا أحد ) – رواه البخارى .
ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شئ مثله ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه فهو المتفرد والواحد صدقا .
(3) الإحسان : وهى صفة من صفات الفعل وهى ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) – ( السجدة : 7 ) وقال أيضا : (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) – ( غافر : 64 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين ) – رواه الطبرانى . ومعنى الإحسان التفضل والإتقان وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو خلق ورزق وأعطى وهو الذى يجزى المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا فهو يجزى على الحسنة بعشر أمثالها ولا يجزى على السيئة إلا بمثلها ، والله هو المتقن صدقا فلا يعمل عملا إلا كان فى غاية الإتقان والإحكام فانظر إلى خلق الانسان والحيوان والسمَوات والأرض تجد إتقان خلقها جليا وواضحا ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .
(4) الإحياء : وهى صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ ) – ( الحج : 66) .
ومن قول النبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه عند استيقاظه من النوم : ( الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) – رواه البخارى – وفى معناه يقول الإمام البيهقى فى " الإعتقاد "ص 62 : المحيى هو الذى يحيى النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية ويحيى الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث ويحيى القلوب بنور المعرفة ويحيى الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق .
(5) الإرادة : وهى صفة ذات دليلها قوله تعـالى :
(إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) – ( المائدة :1) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم ) – رواه مسلم . ومعنى صفة الإرادة إثبات القصد لله فى كل مايفعله ، ففعله سبحانه صادر عن إرادته ، وإرادته نافذة فى كل خلقه فما أراد الله شيئا إلا قال له كن فكان .. (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) – ( البقرة : 117 ) .
(6) الاستواء على العرش : وهو صفة فعلية خبرية ثابتة لله تعالى بدليل الكتاب والسنة .. قال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) – ( طه : 5 ) .وقال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) –
( الأعراف :54 ) – وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن
الله خلق السموات والأرضين وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ) – رواه النسائى فى التفسير ومعنى الاستواء علو الله على خلقه وارتفاعه على عرشه من غير تكييف ولا تمثيل .
(7) الإلهية : وهى صفة ثابتة لله عز وجل ومأخوذة من اسميه ( الله ) و ( الإله ) وهما اسمان ثابتان فى مواضع عديدة من الكتاب والسنة – قال تعالى : (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ ) – ( القصص : 70 ) ومعنى الإلهية تفرد ه سبحانه باستحقاق العبادة وحده فلا يعبد إلا هو ولا يخضع إلا له وهو المألوه الذى تألهه القلوب وتحبه وتعظمه .
( الإنتقام : وهى صفة من صفات فعله تعالى بالكافرين والمعتدين والمتجبرين ، قال تعالى : (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) – ( السجدة : 22) والانتقام صفة من تجليات العدل الإلهى الذى يجرى على المجرمين لإما فى الدنيا أو فى الآخرة على حسب مقتضى حكمته سبحانه ، قال تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) – ( إبراهيم : 42 ) .
(9) الباطنية : وهى صفة من صفات الله تعالى مأخوذة من اسمه ( الباطن ) الوارد فى قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )-( الحديد : 3)
والوارد فى دعاء النبى صلى الله عليه وســـلم :
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ أقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) – رواه مسلم . ومعنى صفة الباطنية احتجاب الله عن الخلق فى الدنيا فلا يرونه ولا يحسونه .
(10) الإبداع : وهى صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) – (البقرة : 117) ومن قوله فى الحديث : ( اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام ) – رواه الترمذى وأبو داود وغيرهما ، ومعنى صفة الإبداع أى الخلق والاختراع على غير مثال سابق مع كون خلقه غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم .
(11) البر : وهى صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه تعالى ( البر) الوارد فى قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) – ( الطور : 28) ومعنى صفة البر أى : الرفق فهو سبحانه الرفيق بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر ويعفو عن كثير من سيئاتهم ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها .
(12) البركة : وهى صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى : (رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) – (هود : 73) وقال تعالى تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) – ( الملك : 1) - وفى مخاطبة أيوب عليه السلام ربه بقوله : ( لا غنى بى عن بركتك ) – رواه البخارى ومعنى صفة البركة كثرة خيره وعظيم منه وواسع عطاءه فهو يغدق على عباده أنواع الخيرات والمنافع من غير فائدة تعود إليه منهم .
(13) البسط والقبض : وهما صفتان ثابتان لله مأخوذتان من قوله تعالى : ( وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) – ( البقرة : 245) ومعنى هاتين الصفتين أن الله يضيق الرزق بقبضه عمن يشاء من خلقه ويوسع الرزق على من يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه .
(14) البصر : صفة لله مأخوذة من اسم الله " البصير " الوارد فى آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) – ( الشورى : 11 ) - ومن الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا ) رواه البخارى – ومعنى صفة البصر أن الله يرى كل مرئى مهما عظم أو دق فلا يحتجب عنه شئ .
مِن المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم وليس هناك عِلمٌ أشرَف ولا أجَلَّ مِن عِلم تعَلق بالله وصفاتهِ ، فهو يُورث المسلم خوفاً وخشية وحُباً وشوقاً لربهِ ، ولمنزلة هذا العلم كان النبى صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه فيقول : ( إنَّ أتقَاكم وأعلمَكم بالله أنا ) – رواه البخارى . ويعود فضل هذا العلم إلى أن الغاية التى خُلق الناس مِن أجلها هى عبادة الله سُبحَانهُ وعبادته لا تتم إلا بمعرفته وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له ..
وتسهيلا لهذه المعرفة وتقريباً لها جمَعتُ هذا المعجم فى صفات الله وحرصْتُ أن أذكر فيه
( معجم الصفات ) أغلب ما ثبت فى الكتاب والسنة واتفق عليها سلف الأمة ، مع ذِكر معَانى تلك الصفات التى نصَّ عليها العُلمَاء ، وقبل أن نبدأ بسرد الصَّفات نذكر ببعض القواعد الهامة حتى يُفهم فهماً صحيحاً .
وأولى هذه القواعد : أن إثبات الصفات المقصود منه إثباتها لفظاً ومعنى مع الســـــكوت التام عن الكلام فى كيفياتها وإيكال عِلم ذلك إلى الله سُبحَانهُ ، فالإستواء معلوم لفظاً ومعنى لكن كيفيته مجهولة لنا ، فيحظر على المسلم الكلام فى ذلك لأنه قول على الله بغير عِلم .
والقاعدة الثانية : وجوب نفى التمثيل عند الإثبات ، فلا يجوز أن نثبت الصفات مع تشبيهها بصفات المخلوقين .
والقاعدة الثالثة : أن صفات الله لا يجوز أن يشتق منها أسماء لله فلا يشتق من صفة المشيئة اسم الشائى ولا من صفة المجئ اسم الجائى .
والقاعدة الرابعة : عدم جواز التعبيد بالصفات فلا يقال عبد الاستواء ولا عبد المشيئة .
والقاعدة الخامسة : عدم جواز دعاء صفات الله فلا يُقال ياعزة الله وحكمته وسمعه .
والقاعدة السادسة : جواز الاستعاذة بصفات الله كالقول : أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك .
وبعد ذكر هذه القواعد الهامة نشرع فى سرد الصفات .. والله ولى التوفيق ......
(1) الأولية : وهى أولى صفاته – سُبحَانه – التى نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد ترتيب المعجم وهى صفة ذاتية لله – عز وجل – مأخوذة من اسمه الأول الوارد فى قوله تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ
وَالظَّاهِرُوَالْبَاطِنُ ) – ( الحديد : 3) .
والوارد فى قوله صلى الله عليه وسلم : اللهُمَّ أنتَ الأول فليسَ قبلكَ شئ ... رواه مسلم . وتعنى صفة الأولية : أولية الله على كل ما سواه فمهما تصور الإنسان موجودًا قديمًا فالله أقدم منها ولا يعنى هذا الأولية النسبية بل هى أولية مطلقة فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة .
(2) الأحدية : وهى صفة مأخوذة من اسمه الأحد الوارد فى قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) – (الإخلاص : 1) .
والوارد فى الحديث القدسى الذى يرويه أبو هريرة عن ربه رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه : ( كذبنى بن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمنى ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياى فقوله : لن يُعيدَنى كما بدأنى ، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته ، وأما شتمه إياى فقوله : اتخذ الله ولدًا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لى كفوًا أحد ) – رواه البخارى .
ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شئ مثله ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه فهو المتفرد والواحد صدقا .
(3) الإحسان : وهى صفة من صفات الفعل وهى ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) – ( السجدة : 7 ) وقال أيضا : (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) – ( غافر : 64 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين ) – رواه الطبرانى . ومعنى الإحسان التفضل والإتقان وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو خلق ورزق وأعطى وهو الذى يجزى المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا فهو يجزى على الحسنة بعشر أمثالها ولا يجزى على السيئة إلا بمثلها ، والله هو المتقن صدقا فلا يعمل عملا إلا كان فى غاية الإتقان والإحكام فانظر إلى خلق الانسان والحيوان والسمَوات والأرض تجد إتقان خلقها جليا وواضحا ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .
(4) الإحياء : وهى صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ ) – ( الحج : 66) .
ومن قول النبى صلى الله عليه وسلم فى دعائه عند استيقاظه من النوم : ( الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) – رواه البخارى – وفى معناه يقول الإمام البيهقى فى " الإعتقاد "ص 62 : المحيى هو الذى يحيى النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية ويحيى الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث ويحيى القلوب بنور المعرفة ويحيى الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق .
(5) الإرادة : وهى صفة ذات دليلها قوله تعـالى :
(إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) – ( المائدة :1) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم ) – رواه مسلم . ومعنى صفة الإرادة إثبات القصد لله فى كل مايفعله ، ففعله سبحانه صادر عن إرادته ، وإرادته نافذة فى كل خلقه فما أراد الله شيئا إلا قال له كن فكان .. (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) – ( البقرة : 117 ) .
(6) الاستواء على العرش : وهو صفة فعلية خبرية ثابتة لله تعالى بدليل الكتاب والسنة .. قال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) – ( طه : 5 ) .وقال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) –
( الأعراف :54 ) – وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن
الله خلق السموات والأرضين وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ) – رواه النسائى فى التفسير ومعنى الاستواء علو الله على خلقه وارتفاعه على عرشه من غير تكييف ولا تمثيل .
(7) الإلهية : وهى صفة ثابتة لله عز وجل ومأخوذة من اسميه ( الله ) و ( الإله ) وهما اسمان ثابتان فى مواضع عديدة من الكتاب والسنة – قال تعالى : (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ ) – ( القصص : 70 ) ومعنى الإلهية تفرد ه سبحانه باستحقاق العبادة وحده فلا يعبد إلا هو ولا يخضع إلا له وهو المألوه الذى تألهه القلوب وتحبه وتعظمه .
( الإنتقام : وهى صفة من صفات فعله تعالى بالكافرين والمعتدين والمتجبرين ، قال تعالى : (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) – ( السجدة : 22) والانتقام صفة من تجليات العدل الإلهى الذى يجرى على المجرمين لإما فى الدنيا أو فى الآخرة على حسب مقتضى حكمته سبحانه ، قال تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) – ( إبراهيم : 42 ) .
(9) الباطنية : وهى صفة من صفات الله تعالى مأخوذة من اسمه ( الباطن ) الوارد فى قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )-( الحديد : 3)
والوارد فى دعاء النبى صلى الله عليه وســـلم :
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ أقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) – رواه مسلم . ومعنى صفة الباطنية احتجاب الله عن الخلق فى الدنيا فلا يرونه ولا يحسونه .
(10) الإبداع : وهى صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) – (البقرة : 117) ومن قوله فى الحديث : ( اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام ) – رواه الترمذى وأبو داود وغيرهما ، ومعنى صفة الإبداع أى الخلق والاختراع على غير مثال سابق مع كون خلقه غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم .
(11) البر : وهى صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه تعالى ( البر) الوارد فى قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) – ( الطور : 28) ومعنى صفة البر أى : الرفق فهو سبحانه الرفيق بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر ويعفو عن كثير من سيئاتهم ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها .
(12) البركة : وهى صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى : (رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) – (هود : 73) وقال تعالى تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) – ( الملك : 1) - وفى مخاطبة أيوب عليه السلام ربه بقوله : ( لا غنى بى عن بركتك ) – رواه البخارى ومعنى صفة البركة كثرة خيره وعظيم منه وواسع عطاءه فهو يغدق على عباده أنواع الخيرات والمنافع من غير فائدة تعود إليه منهم .
(13) البسط والقبض : وهما صفتان ثابتان لله مأخوذتان من قوله تعالى : ( وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) – ( البقرة : 245) ومعنى هاتين الصفتين أن الله يضيق الرزق بقبضه عمن يشاء من خلقه ويوسع الرزق على من يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه .
(14) البصر : صفة لله مأخوذة من اسم الله " البصير " الوارد فى آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) – ( الشورى : 11 ) - ومن الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا ) رواه البخارى – ومعنى صفة البصر أن الله يرى كل مرئى مهما عظم أو دق فلا يحتجب عنه شئ .
abdelnabyyousef- عضو فعال
- عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى