كـلـمـات إلى نفس غلبها الحزن
صفحة 1 من اصل 1
كـلـمـات إلى نفس غلبها الحزن
var addthis_pub = 'durbah';
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت ترى أنَّ الدنيا خلقت لكي تحقق فيها كل ما تريده في جميع شؤونك وأطوارك .. وأنَّه لا يحدث لك في قدرك إلا ما تحبه أنت فقط .. فقد يطول حزنك أيها الغالي .. كلما فات عليك مأرب، أو استعصى عليك مطلب ..
وإن كنت تعلم أنَّ الدنيا فيها ما نحبه وفيها ضده .. وأنَّنا نجد فيها ما نبتغيه ونحبه .. وقد يسلب منا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا .. أو لحكمةٍ يعلمها الحكيم سبحانه وتعالى .. ويستوي في ذلك الغني منا والفقير .. والمأمور والأمير ... فخفف من حزنك .. وكفكف من دمعك .. فما أنت بأول مصاب في أولاد آدم .. ولست الأخير ..
وقد يكون سبب حزنك أنَّك وضعت لك هدفاً وأخذت ترسمه بالهيئة التي تريد، والشكل الذي تحب، ووقَّت له وقتاً معيناً، وحددت له زماناً محدداً .. وكل ذلك كان عندك أمراً لا يقبل الحوار ولا النقاش .. وأصبحت تصم أذنيك عن كل ما يخالف ذلك .. وتغلق تفكيرك عن كل ما يضاده .. ولا تراه إلا هو .. ولا تتخيل غير الذي تخيلته .. وفجأة فقدت كل ما رسمت .. فما وجدته ..
ولو أنَّك أجملت في أملك .. لما غلوت في حزنك .. ولو أنَّك هيئت نفسك لهذا النوع من الفقد لما زاد ألمك .. وأنت والحالة هذه لا يبهرك طلوعه فلا يفجعك أفوله ..
وقد يكون سبب حزنك أنَّك فقدت نعمةً كنت قد جزمت بعدم فقدها أبداً .. ورسمت لذلك رسماً لا تشك في تغيره أبد الدهر .. وأسعد الناس من إذا وافته النعمة شكر المنعم سبحانه .. وعلم أنَّها قد تتحول عنه في يومٍ من الأيام .. فإن بقيت في يده فذاك ، وإلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل ...
لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت .. ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر .. ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق ..
فهيأ نفسك .. واعلم أنَّك في دار ممر .. لا دار مقر .. واجعل قلبك معقوداً على التوكل على الله .. وفوض أمرك إليه وحده لا شريك له .. واشكره هنا .. واذكره هناك .. واحتسب كل شيءٍ عنده .. وفقك الله، وشرح الله صدرك .. ويسر عليك أمرك .. وملأ قلبك رضاً وسروراً .. وبهجةً وحبوراً ..
كنت ترى أنَّ الدنيا خلقت لكي تحقق فيها كل ما تريده في جميع شؤونك وأطوارك .. وأنَّه لا يحدث لك في قدرك إلا ما تحبه أنت فقط .. فقد يطول حزنك أيها الغالي .. كلما فات عليك مأرب، أو استعصى عليك مطلب ..
وإن كنت تعلم أنَّ الدنيا فيها ما نحبه وفيها ضده .. وأنَّنا نجد فيها ما نبتغيه ونحبه .. وقد يسلب منا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا .. أو لحكمةٍ يعلمها الحكيم سبحانه وتعالى .. ويستوي في ذلك الغني منا والفقير .. والمأمور والأمير ... فخفف من حزنك .. وكفكف من دمعك .. فما أنت بأول مصاب في أولاد آدم .. ولست الأخير ..
وقد يكون سبب حزنك أنَّك وضعت لك هدفاً وأخذت ترسمه بالهيئة التي تريد، والشكل الذي تحب، ووقَّت له وقتاً معيناً، وحددت له زماناً محدداً .. وكل ذلك كان عندك أمراً لا يقبل الحوار ولا النقاش .. وأصبحت تصم أذنيك عن كل ما يخالف ذلك .. وتغلق تفكيرك عن كل ما يضاده .. ولا تراه إلا هو .. ولا تتخيل غير الذي تخيلته .. وفجأة فقدت كل ما رسمت .. فما وجدته ..
ولو أنَّك أجملت في أملك .. لما غلوت في حزنك .. ولو أنَّك هيئت نفسك لهذا النوع من الفقد لما زاد ألمك .. وأنت والحالة هذه لا يبهرك طلوعه فلا يفجعك أفوله ..
وقد يكون سبب حزنك أنَّك فقدت نعمةً كنت قد جزمت بعدم فقدها أبداً .. ورسمت لذلك رسماً لا تشك في تغيره أبد الدهر .. وأسعد الناس من إذا وافته النعمة شكر المنعم سبحانه .. وعلم أنَّها قد تتحول عنه في يومٍ من الأيام .. فإن بقيت في يده فذاك ، وإلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل ...
لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت .. ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر .. ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق ..
فهيأ نفسك .. واعلم أنَّك في دار ممر .. لا دار مقر .. واجعل قلبك معقوداً على التوكل على الله .. وفوض أمرك إليه وحده لا شريك له .. واشكره هنا .. واذكره هناك .. واحتسب كل شيءٍ عنده .. وفقك الله، وشرح الله صدرك .. ويسر عليك أمرك .. وملأ قلبك رضاً وسروراً .. وبهجةً وحبوراً ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى