...لحن الموت..

كان ياما كان ....ياسعد ياكرام ...ومايحلى الكلام الابذكر الله
والصلاةوالسلام على رسوله الكريم
كان فيه شيخ كبير فى السن طاف وشاف وعرف من العلوم الكتير
وجنى من الاموال ورزق بالبنين والبنات وكان سبب شهرته انه كان يعرف كل انواع الموسيقى وكل الالحان والنغمات وعزف
على كل الالات وكان يحب طباخه وسائقه وابنه الكبيروعبده اللئيم
رزق بالاموال الكتير فبنى منزلا كبير له ممر طويل تراصت فيه الاشجار كانها راقصات ينتظرن الاذن ببدء العرض وينتهى بمنزل
كبير واسع فسيح فيه من الخيرات ما تشتهى الانفس ..
وكان يحب فى الفترة مابين العصر والمغرب ان يجلس فى حديقته
يسمع ويترنم بالالحان والنغمات ويغفو ويصحوويشرب كوبا من
شاى بالنعناع ..ويسرح ببصره فى ملكوت الرحمان ..
فجآه عبده اللئيم فى منامه وكان على علم باعمال السحر والتنجيم
وراود خاطره مابين صحوه ومنامه ..
الشيخ/ماذا تريد منى الان الاتعرف انه محرم على احد الاقتراب من خلوتى ؟؟
العبد /جئتك بسؤال يلح على خاطرى!! مايشغل بالك سيدى ؟؟؟
الشيخ/ ابحث عن لحن لم اسمعه ولم احفظه من قبل ..
العبد /اسمعك لحنا اذا اعجبك لى شروط !!!
الشيخ /هات ماعندك ..
العبد/ اولا ..تعتقنى .
ثانيا ..كلما يكتمل القمر فى السماء ..
وسكت العبد ولم ينطق
فنهره الشيخ وماذا بعد ..قال له العبد اعطينى الامان
فقال له الشيخ لك ماسالت
واضاف العبد كلما يكتمل البدر فى السماء يكون لحنك هو لعنتك
......واسمعه العبد اللحن اللى ما سمعهوش قبل كده
فقال له الله الله الله
ما اعذبه لحنا وكم مابه من شجى وشجن وحزن والم
فكان السماء تصفق وتنتحب وتزغرد وتعلو وتغفو وترعد وتمطر وتبرق ...فكان لحنه الجميل ولعنته التى صاحبته ..
.....يد تهزه برفق سيدى ...سيدى ...سيدى ..
فيستيقظ هلعا على وجهه عبده …ويستغفر الله العظيم
ماذا تريد ؟ قالها للعبد وهو مفزوعا منه
العبد /شايك الممزوج بالنعناع ياسيدى
الشيخ /لاعليك بى يا نزير الشئوم ارحل عنى
ويعتقه ويامره بالرحيل
وتبدا لعنات اللحن المميت
يمرض طباخه ويموت فى ليلة قمرية
وتعزف السماء لحنها الرتيب الذى يحمل صوت الشجن والانين
وتمطر وتبرق وترعد
ومن نعم الله علينا النسيان ..وتمر الايام
ويمرض سائقه ويموت فى ليلة اكتمال القمر
وتعزف السماء لحنا اكثر حزنا واكثر شجنا لحنا لم يستطع الشيخ ان يؤلفه او يعزفه
ويعلم ابنه مااصاب اباه من الهم والكرب
فياتى اليه يزف اليه البشرى ابى انى احكم وانهى ولقد جمعت الجيوش الجرارة لكى ادحر الاعداء وباقى ثلاث ايام على اكتمال القمر فلابد وان نهاجمهم قبل ان ياخذوا حذرهم
فتذكر الشيخ لعناته والحانه وارتعد وهلع وقال لابنه رويدك بنى
فاستغرب الابن من موقف ابيه وهاله ماراه على وجهه ابيه من فزع
فحكى له الاب ماحدث معه وسر الحانه سبب لعناته
فقال له الابن /وماتدرى نفس باى ارض تموت
وقال/كل نفس ذائقة الموت
وهون عليه وصبره
وصاروا للجهاد سويا
ودارت رحى الحرب وانهزم جيش الاعداء وانتصرت جيوش المسلمين ولكن ابنه اصيب وداهمته الحمى واحتلت الغرغرينا جسده القوى العفى ولكنه مات فى ليلة قمرية اخرى
وبكته السماء والارض وصفقت وزغردت وامطرت ورعدت وابرقت وحملته ملائكه السماء لتكفنه
وعزف اللحن الجميل ذلك اللحن الغريب العجيب
ومرض الشيخ حزنا على ابنه
وامسك بالعود واخذ يضرب على اوتاره بهذا اللحن المميت ولكنه لحن مش كامل وليس به روعة ما يسمعه
واكتمل القمر وصفقت السماء وامطرت وبرقت ورعدت للمرة الاخيرة تعزف لحنها المميت الجميل واخذت ابواب السماء تتخبط بقوة مصدرة صوت النحيب والعويل على الشيخ طريح الفراش الحالم بلحن ما سمعش زيه .وتراقصت الاشجار.وصفرت الرياح
وارتعشت المياه وفاضت تروى الصحارى وتنبت الاشجاروالثمار ومات الشيخ صريع لحن الموت .....
بقلم /طارق صقر