الارصفة ..ترقص..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد: الارصفة ..ترقص..
شكرا جدا على الموضوع و هلا و غلا
وردة الصباح- عضو فعال
- عدد الرسائل : 29
المزاج : رايق وفايق
اعلام :
تاريخ التسجيل : 01/03/2010
الارصفة ..ترقص..
فى ليلة شتوية ساحلية مظلمة باردة والعواصف تطيح باخف الاشياء حتى احلامنا والسماء تبرق وترعد من مآسينا غاضبة منا ومن خطاينا جلست احلام تنظر فى البحر باكية تبحث بمقلتين حمراوين من سهادها وبكائها على حلمها الضائع الذى طوته السنين والايام والامواج .
كان هو نفسه ذلك الرصيف المينائى العتيق الذى شهد مولد حبها هى وساهر ولكنه كان دائما يتراقص تحت الاضواء وتحت ضحكاتها ويزغرد لها وهى فرحة بحبها لساهر .
ولكنه الان ميناءا كئيب حزين باكى هائم شريد كحبيبها الضائع الذى تبحث عنه .
5سنوات وهى على هذا الحال تاركا لها ولوليدها الذى لايعرف عنه شيئا هو بضع من لحظات سرقوها من الزمان وتتجرع هى الان مراراتها .
5سنوات وهى تبحث فى الوجوه فى الانفاس تتحسس اخباره من الانسام ولكن لااخباره جاءت ولا هو
والطفل يسال عن ابيه متى يرجع من السفر
وكثيرا ما كان ينام باكيا فى احضانها باحثا فى احضانها عنه وعن الامان وبعضا من حنان .
وهى تتابع الاخبار واخباره عنها تتوارى تختبى تخيفها تفزعها هى تخشى على الوليد من ان تتركه وحده ريشة فى مهب الرياح بدون سند بدون اب يرعاه
وتاتى السفن وتحط على الارصفة ماتحمله من شقى السنين وتعب وهموم البشر اناس تبكى المسافر تودعه واناس تبكى فرحة فى استقبال العائد
ولا تجده بينهم
ويئست احلام من عودة حبها عشيقها نور عيونها كان وكانت من عشاق الغروب عندما تدفن الاحلام والا وهام فى لحظات عشق فى الاحضان ويذوبا كانت هى قمة الهنا والسعادة بالنسبة لهم .
وكانت بقلب الانثى واحساس الملائكة بداخلها تحس انه حى وسوف يعود ويحتضنها هى وابنه ويخفيهم فى حنانه ويعوضهما عما فقدوه من قسوة الايام
ومرضت احلام
واهتز كل كيانها ماذا يحدث لهذا الطفل اذا ماتت وكان ببسمته يشجعها على الصمود ضد المرض وضد الوقوع فى غيبوبتها
وظلت فترة لا تذهب فيها الى ارصفتها محراب حبها لكنها وهى ملازمة للفراش كانت تتابع الاخبار
وجائها البشير ان هناك سفينة كبيرة سوف تصل قبل قفل الميناء بسبب النوة ولكن العواصف هزت كيانها ونصحها الاطباء الذين احضروهم فاعلى الخير بعدم الحركة
والا فيها خطورة على حياتها وجاء الليل واستندت بجسمها النحيل المريض على ابنها الوليد تستمد منه القوة الى ان وصلت الى ارصفة الميناء وارتعد الجو وبرق وامطرت وهى تتدثر بردائها الشفاف الخفيف وتحتضن ابنها فى جاكت ابيه كل ما تركه من رائحته لها ووجدت الارصفة تتراقص تحت الاضواء وجائها صوت ساهر من بعيد احلام احلام احلام وتراقصت ارصفة الميناء لرجوعه ولضحكاتها وارتمت فى احضانه باكية مرتعشة محمومة وانهارت تحت قدميه من شدة مرضها واشارت الى وليدها ولام تنطق الا كلمة واحدة ده ابنك وفارقت انفاسها المتقطعة جسمها الواهن وتراقصت الارصفة لمجيئه ولضحكاتها وبكتها السماء لفراقها صدر حبيبها ساعة اللقاء ماتت احلام فى اللحظة التى استجابت لها فيها السماء وجمعتها بحبيبهاوابنها ماتت ولكنها كان على شفتيها ابتسامة لعودة الاب الذى سوف يحمى الوليد ويرعاه.
بقلم/
طارق صقر
كاتب قصة وشاعر
كان هو نفسه ذلك الرصيف المينائى العتيق الذى شهد مولد حبها هى وساهر ولكنه كان دائما يتراقص تحت الاضواء وتحت ضحكاتها ويزغرد لها وهى فرحة بحبها لساهر .
ولكنه الان ميناءا كئيب حزين باكى هائم شريد كحبيبها الضائع الذى تبحث عنه .
5سنوات وهى على هذا الحال تاركا لها ولوليدها الذى لايعرف عنه شيئا هو بضع من لحظات سرقوها من الزمان وتتجرع هى الان مراراتها .
5سنوات وهى تبحث فى الوجوه فى الانفاس تتحسس اخباره من الانسام ولكن لااخباره جاءت ولا هو
والطفل يسال عن ابيه متى يرجع من السفر
وكثيرا ما كان ينام باكيا فى احضانها باحثا فى احضانها عنه وعن الامان وبعضا من حنان .
وهى تتابع الاخبار واخباره عنها تتوارى تختبى تخيفها تفزعها هى تخشى على الوليد من ان تتركه وحده ريشة فى مهب الرياح بدون سند بدون اب يرعاه
وتاتى السفن وتحط على الارصفة ماتحمله من شقى السنين وتعب وهموم البشر اناس تبكى المسافر تودعه واناس تبكى فرحة فى استقبال العائد
ولا تجده بينهم
ويئست احلام من عودة حبها عشيقها نور عيونها كان وكانت من عشاق الغروب عندما تدفن الاحلام والا وهام فى لحظات عشق فى الاحضان ويذوبا كانت هى قمة الهنا والسعادة بالنسبة لهم .
وكانت بقلب الانثى واحساس الملائكة بداخلها تحس انه حى وسوف يعود ويحتضنها هى وابنه ويخفيهم فى حنانه ويعوضهما عما فقدوه من قسوة الايام
ومرضت احلام
واهتز كل كيانها ماذا يحدث لهذا الطفل اذا ماتت وكان ببسمته يشجعها على الصمود ضد المرض وضد الوقوع فى غيبوبتها
وظلت فترة لا تذهب فيها الى ارصفتها محراب حبها لكنها وهى ملازمة للفراش كانت تتابع الاخبار
وجائها البشير ان هناك سفينة كبيرة سوف تصل قبل قفل الميناء بسبب النوة ولكن العواصف هزت كيانها ونصحها الاطباء الذين احضروهم فاعلى الخير بعدم الحركة
والا فيها خطورة على حياتها وجاء الليل واستندت بجسمها النحيل المريض على ابنها الوليد تستمد منه القوة الى ان وصلت الى ارصفة الميناء وارتعد الجو وبرق وامطرت وهى تتدثر بردائها الشفاف الخفيف وتحتضن ابنها فى جاكت ابيه كل ما تركه من رائحته لها ووجدت الارصفة تتراقص تحت الاضواء وجائها صوت ساهر من بعيد احلام احلام احلام وتراقصت ارصفة الميناء لرجوعه ولضحكاتها وارتمت فى احضانه باكية مرتعشة محمومة وانهارت تحت قدميه من شدة مرضها واشارت الى وليدها ولام تنطق الا كلمة واحدة ده ابنك وفارقت انفاسها المتقطعة جسمها الواهن وتراقصت الارصفة لمجيئه ولضحكاتها وبكتها السماء لفراقها صدر حبيبها ساعة اللقاء ماتت احلام فى اللحظة التى استجابت لها فيها السماء وجمعتها بحبيبهاوابنها ماتت ولكنها كان على شفتيها ابتسامة لعودة الاب الذى سوف يحمى الوليد ويرعاه.
بقلم/
طارق صقر
كاتب قصة وشاعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى